أسا بريس : ألف بوست
ـ تشهد العلاقات المغربية-الأمريكية تدهورا متسارعا على خلفية الصحراء وحرية التعبير، ومن نتائجها على المستوى القريب والمتوسط استبعاد إجراء الملك محمد السادس زيارة الى الولايات المتحدة في الوقت الراهن، واحتمال كبير جدا قيام سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة إعادة طرح المقترح القاضي بتكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية ومخيمات تندوف.
ومنذ عشرة أيام قدمت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا الى الكونغرس الأمريكي تميز بنبرته الحادة ضد المغرب، حيث اتهمه بارتكاب خروقات حقوق الإنسان ضد الصحراويين فيما يخص حرية التجمع وحرية الممارسة السياسية. وعالجت الكونغرس التقرير الأسبوع الماضي، وسيؤثر بشكل كبير على اي مساعدات سياسية واقتصادية وعسكرية أمريكية للمغرب.
وما يزيد من صعوبة المغرب في الكونغرس الأمريكي، تأسيس نواب من الحزب الجمهوري والديمقراطي لجنة لدعم جبهة البوليساريو والدفاع عن تقرير المصير، وأصبحت اللجنة نشيطة للغاية في معارضة كل ما يتعلق بالمغرب. وتجري هذه التطورات دون إقدام الدبلوماسية المغربية على مبادرة تستحق الذكر لتصحيح هذا الخلل.
وتفاجأ المغرب الرسمي من موقف دبلوماسية واشنطن في ملف اعتقال علي أنوزلا، بعدما أعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي عن قلقها من اعتقال مدير الجريدة الرقمية لكم ومحاولة محاكمته بتهمة الإرهاب.
وتتجلى مفاجأة المغرب في كونه لم يجد تفهما من دولة يعتبرها حليفة وقدم لها خدمات متعددة في محارب الإرهاب بما فيها تلك التي تتجاوز القانون، وفق التقارير الدولية.
ويحمل تدهور العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة نتائج لا تصب أساسا في صالح المغرب بحكم أن الولايات كقوة كبرى لا تعتبر المغرب ذي أهمية استراتيجية في أجندتها. ومن ضمن هذه النتائج:
-وتماشيا مع موقفها، تفيد مصادر دبلوماسية أمريكية باحتمال قوي أن تعيد واشنطن طرح مقترح مراقبة قوات المينورسو حقوق الإنسان في الصحراء ومخيمات تندوف إذا لم يحصل تحسين لحقوق الإنسان في الصحراء مع مطلع سنة 2014. ويجب اتحشار عوامل أخرى وتتجلى في تعاطف كل من وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس والسفيرة الأمريكية في مجلس الأمن سامنتا باور مع أطروحة البوليساريو.
-وفي تطور آخر، لا توجد مفاوضات بين الرباط وواشنطن حول زيارة الملك محمد السادس الى البيت الأبيض رغم الحديث عنها سابقا. ولا تساعد الظروف الحالية في إجراء هذه الزيارة، فمن الصعب أن يستقبل البيت الأبيض الملك محمد السادس بينما يقبع في السجن صحفي تدافع عنه كبريات الجمعيات الحقوقية الأمريكية مثل فريدم هاوس وهيومن رايت ووتش ووسائل الاعلام مثل الواشنطن بوست. ويوجد تأثير قوي للجمعيات الحقوقية وكبريات الصحف الأمريكية على قرارات البيت الأبيض الخارجية. ورغم متانة العلاقات بين واشنطن والرباط في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش، طلب وزير الخارجية وقتها كولن باول من الملك محمد السادس الإفراج عن الصحفي علي المرابط لتفادي اي انتقادات قوية لزيارته الى البيت الأبيض سنة 2004. وحدث هذا في وقت قدم فيها المغرب خدمات أمنية واستخباراتية للولايات المتحدة.