» » » » الصحراوي و صورته في الإعلام المغربي

د.عبد الرحيم بوعيدة*
تمت في الأسبوع الماضي مناقشة ميزانية وزارة الإتصال و قد أثارت رئيسة اللجنة البرلمانية كجمولة بنت أبي موضوعا شائكا يتعلق بصورة الصحراويين في الإعلام العمومي و الحقيقية أن الموضوع طالما أثارنا و حرك لدينا شهية الكتابة خصوصا و أن مدة 36 سنة لم تستطع أن تغير الصورة النمطية التي علقت في أذهان المغاربة عن الصحراويين و المختزلة بشكل تبسيطي في خيمة و جمل و دراعة و ملحفة و بدو يشربون الشاي و يقفون أمام أبواب العمالات إستجداءا لكرطية إنعاش أو بقعة،هكذا نحن إذا المسألة فيها جانب من الصحة لأن الدولة هكذا أرادتنا متسولين لا مفكرين....
 الإعلام سوقنا بهذه الصورة و جعل من دراريعنا و ملاحفنا عنوانا لوحدة تصلح فقط لتأثيث الصورة خصوصا للخارج وحين يتعلق الأمر بموضوع عن الصحراء تستدعي قنوات المغرب على قلتها من يتحدثون بإسمنا لأننا تحت الوصاية أو منشغلين بالوقفات أمام كل المؤسسات طلبا لكل شيء و حين تذكرتنا الدولة أسست لنا على عجل قناة جهوية في خطوة إستباقية تروم لفت أنظارنا عن قناة الجبهة و الحقيقة أن قناة  العيون إجتهدت كثيرا في إحصاء موتانا لأنها لم تجد أية مشاريع حقيقية كبرى لتحصيها لذا جعلت أمواتنا في قلب أحداثها و هذا تميز يحسب لها لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
الدولة أخلت مسؤوليتها و تركتنا مع قناتنا نبلغ فيها السلام و نستمع فيها لأزوان و هذا هو طقس الصحراء الحقيقي حيث تنعدم كل إمكانيات التنمية بكل صورها الحقيقية حيث لا معاهد و لا جامعات و لا دور مسرح و لا سينما ...
السيد وزير الإتصال صرح أنه سيغير إسم القناة و كأن الإشكال كله في التسمية أقول له لا داعي لذلك،القناة ريع آخر كغيره مما يعلمه الجميع و اليسد الميداوي لن يستطيع فتح أية محاسبة في محيط الصحراء لأن المجال مستثنى من دائرة الحساب خوفا على نخب صنعتها الدولة و الآن أصبحت وقودا جديدة قابلىة لإشعال المجال في أية لحظة أنذاك لن ينفع الدولة صنيعها.
في الإعلام المكتوب تعرضنا للجلد و الشتيمة سواء في الصحافة المستقلة أو الحزبية خصوصا في أحداث كديم إزيك وقد أحصيت أكثر من ألف مصطلح قدحي في أسبوع واحد إشتركت في أغلب الجرائد موزعا بين إنفصالي مرتزق،إنتهازي،خائن،ناكر للجميل،مصاص الدماء،آكلي الغلة ....و القائمة طويلة ...في الحقيقة المسألة فيها نوع من التجني و البالغة و قد تركت جراحا مفتوحة لدى كل صحراوي قرأ أو سمع هذا الكلام لأنه مثير للفتنة و للعنصرية الواضحة و أبعاده خطيرة .....
إعلام الصحراء المحلي لا يستطيع الصمود في ظل إكراهات الطبع و البعد الجغرافي و غياب الدعم أو تخصيصه لأصحاب الولاءات لذا يموت بعد عددين أو حتى عشرة و من يكتبون عن الصحراء يواجهون التصنيف المسبق فإن كتبت الحقيقة بلا رتوشات إتهمت بالإنفصال و إن غازلت الدولة المغربية إرتزاقي و تبحث عن شيء ما...أما أن تكتب فقط من أجل تحفيز الناس على التفكير فهذا ضرب من الجنون،لكنه جنون أحب لنا من هاتين التهمتين،و مع ذلك لازالت أصوات النفاق عالية في الصحراء و الدولة لا تريد سوى من يرطبها و لو كذبا لكننا سنقول ما قاله مونتسكيو في كتابه روح القوانين " لا ينبغي أن يتم المرء موضوعا إتماما كاملا بما لا يدع للقارئ شيئا يفعله فليست الغاية أن تجعل الآخرين يقرؤون بل الغاية أن تجعلهم يفكرون" لذا لنفكر جميعا في الوضع فالدولة ظلمتنا و الإعلام استهان بنا،و الهاكا أقصتنا،و الأحزاب تؤثث بنا كراسيها ...لكن لا تحزنوا فالداخلية سوف تأخذ منكم عمالا وولاة ،هكذا نحن لا نصلح إلا للداخلية ففيها كرطيات و بقع و هذا مبلغ رجائنا...أو هكذا أرادتنا الدولة....

                                                                   *أستاذ بكلية الحقوق مراكش 

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك