» » » وزير التعليم..وقصة حبه لآسا


يبدو أن من بين الشروط الموضوعة لاختيار وزراءنا ومسئولينا اليوم هي قدرتهم على إطلاق السخرية – ولو كانت جادة أحيانا- وتوزيعها على وسائل الإعلام، وكأن مهمة هذا المسؤول هي تزكية الواقع الذي ينهجه المخزن في سياساته اتجاهنا وزرعها في نفس المواطن، وتصعيد الأمور التي تقع تحت دائرة اختصاصه والتي كان من الواجب على هذا المسؤول، بحكم منصبه، أن يعمل على معالجتها وأن يشيع الطمأنينة والمساواة وسط الناس. لكن كل هذا لا يحدث، وبدلاً من التزام الصمت – الذي يمكن أن نعتبره من ذهب في هذه الحال- أبى هؤلاء المسئولين إلا أن " يتشفاو فينا" في كل مرة بتصريحاتهم المليئة بالسخرية منا وكأنهم ليسوا مسئولين عن ما يحدث من كوارث وخلل نرزح تحتها.
والمتتبع لوسائل إعلامنا لاشك سيلحظ هذه السخريات أو العنصرية القاتمة إن جاز وصفها، وسيتعجب – مثلي- من جرأة هؤلاء المسؤولين على مثل هذه التصريحات التي ينبغي أن يسكتوا عليها وأن يعملوا ليل نهار على تصحيح الأوضاع بدلاً من الاكتفاء ب " لعيارة فينا" لانه كما قال أجدادنا " كلام لحك ينكال فلعيارة"  ولا أدري إلى من يوجهون هذه السخريات: للمواطن المغلوب على أمره، أم للحكومة وهم جزء منها وكان عليهم مواجهتها في الاجتماع الأسبوعي لمجس الوزراء، أم للبرلمان الذي لا أعرف له إنجازاً غير تغيب أعضائه وانسحابهم المستمر من جلساته ، بالرغم من حصولهم على مرتباتهم التي لا يعرف أحد حجمها؟
ولعل العديد من الصحراويين مثلي  قد وقفوا على أمثلة لبعض هذه التصريحات العنصرية والتي توضح بجلاء حقيقة التنمية التي دوما تتغنى الحكومة بإنجازها على امتداد الصحراء و التي بات يفضحها وزراءنا ومسؤولونا – بقصد أو بدون قصد-، ولعل آخرها تلك التصريحات التي أطلقها ً وزير التربية الوطنية محمد الوفا  تهكم فيها " وهو في كامل وعيه طبعا !!!"  على أحد ربوع هذه الصحراء ومستواها التعليمي وزكى منطقة آسا الزاك كأحد أسوأ المنافي في حال أراد " بهدلة رجل تعليم ما"
ولعل القارئ الكريم قد تساءل مثلي: أين كانت وزارة التربية الوطنية وما هي مهام وزيرها مدراء أكاديمياتها ونياباتها عن كانت وضعية آسا يجوز وصفها كأحد أسوأ المنافي الرهيبة !!!
 فكلام الوزير هذا يشفع لنا نحن أيظا أن نقول له : ما هي الخطط والإجراءات التي وضعتها وزارتك المحترمة لمعالجة الوضع بدل ما " عاطيها للتفرنيس" ؟ !!
أكيد أن وزيرنا المحترم  لن يكون بمقدوره إيراد بعض  الأرقام والإحصائيات التي تخص صميم مهامه لأن وزارته ليس لديها قاعدة معلومات عن ذلك، وهذه هي مصيبتنا.. تسير أمورنا " غير بالفاتحة".. لا خطط و لا يحزنون.. ويأتي وزير ويذهب و لا أحد يسأله: ماذا صنعت خلال توليك هذا المنصب، مها هي انجازاتك، وأهم من ذلك: ما فائدة الضرائب التي يؤديها المواطن المغلوب على أمره في سبيل تعليم أبناءه؟ والمحزن بل والمثير لليأس والإحباط أن من يخفق من مسئولينا في منصبه أو تحوم حوله الشبهات، تتمترقيته   إلى منصب آخر ربما  أكبر.. فتأمّلوا!!
إن كان السيد الوزير صادقا في كلامه بأن آسا الزاك منفى لكل" رجل تعليم بغى يتربى" فهذه مصيبة،وبالمقابل إن لم يكن الوزير " ما قاصد فيها والوا غير اللسان وما جاب" فتلك مصيبة أكبر إذا كان " باغي يهدد  الناس على ظهرنا"
نقول للسيد الوزير:
لو تعرّضتم يا أبناء " المغرب النافع" لمدة شهر واحد فقط  لقليل مما يعانيه أبناء أسا الزاك خصوصا والصحراء عموما - في أزهى أيامه لا في أتعسها فقط كهذه الأيام - لقررتم الانتحار جماعياً بسبب " لفشوش اللي تربيتم فيه"
قد يكون كلامك صحيح سيدي الوزير،البأس والصبر والشدة يكللون روح أبناء آسا الزاك الذين زرعتم في آبائهم وأجدادهم عدوى " لمكاجية" وتركتم أحفادكم وبناتكم ينعمون بأرقى وأسمى التكوينات العلمية وتركتمونا نتقاتل حول " التاريخ والجغرافيا" فهنيئا لك ولحكومتك الموقرة بهذه الإنجازات التي حققتموها.
إن أبناء آسا الذين تتلمذوا في محيط تعليمي  شبهته انت بالمنفى قد تحدوا حقدك وحقد سلفك عليهم لأنهم  ببساطة  اناس لا يعرفون الدلع، وهم أعزاء النفس، فيما قدرهم الشاق الذي يشبه اللعنة جعلتهم يهانون من كل الحكومات التي تعاقبت على حكمههم بالاستبداد والحرمان والفساد ومصادرة أحلام ومشاعر خلق الذات الحرة والمنتجة والمبدعة، كما جلبت نضالاتهم السابقة الكثير من المآسي التي لم يتوقعها، وقد خاب كثيراً في مواجهتها للأسف، بينما كانت مشكلتهم - التي لاتزال قائمة وبشدة – التي بسببها تتجرؤون علينا بكل وقاحة هي أننا أضعنا تراكمنا التاريخي بالحروب الجانبية بيننا والصراعات القبلية والإنتخابية الضيقة ، في حين أن مشكلتنا الكبرى - برأيي – هي قبولنا النفسي الغريب بالرضوخ للظلم والفساد  - رغم كل تاريخنا المشهود في التوق إلى العدالة - وتمجيدنا حكاماً ومنتخبين  نهبوا تاريخنا  حتى العظم، وقادوه إلى الإذلال المضاعف، إذلال من بني عمومتنا،وإذلال من أحد وزرائنا...
سؤال أوجهه لكل من يفهم في السياسة: إفتراضا منا أن كلام الوزير صحيح حول منطقة آسا الزاك، فبتفكير بسيط نكتشف أن منطقتنا يجوز وصفها " بالنواور" مقارنة مع بعض المناطق كأوسرد مثلا...لكن هل يجرؤ سيادة الوزير مثلا على أن يقول لرجل تعليم ما " اللي ما بغى يتقاد نصيفطوا لأوسرد يتربى"
أكيد لن يجرؤ سعادة الوزير على قول ذلك لأنه وببساطة " كاينة واحد القبيلة فم لاهي تدخلو سوق جواه" أما نحن فمنتخبو و شيوخ القبيلة في سبات عمــــيق..نوما هنيئا




كاتب المقال مراسل كليميم

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك