» » » » معركة المجازون الصحراويون" فوج 2012" بإقليم أسا الزاك إلى أين ...؟؟

أسا بريس : الحسين الشركاوي
خاض المجازون الصحراويون بإقليم أسا/الزاك المعروفين باسم "فوج 2012" أشكالا نضالية راقية استبشرنا خيرا فيها لتنوعها و لقادتها المتميزين الذين يحملون هَمَّ الكثيرين بنية صادقة تجعل من المعركة ناجحة شكلا على الأقل قبل المضمون في بداية تسطيرها من جهة ، ثم لحجم الجماهير واختلافها المناصرة والملتفة حول المعركة التي ارتبطت في وقت من الأوقات بشعار " نكون أو لا نكون " وفق الرفض التام لمبدأ الإجهاز على المكتسبات التي تتفنن فيه الدولة المغربية كلما شعرت أن الظرفية السياسية تغيرت بالمدشر الغامض من جهة أخرى ،،، إلا أننا مؤخرا فقدنا أخبارهم وغابت عنا رأياهم المستقبلية ، كأن شيئا لم يقع إن صح التعبير .. فماذا حققوا بعد هذه المدة الطويلة من المعاناة ؟؟ وماذا حققنا نحن كساكنة فقدت إحدى المكاسب والتي كانت إلى الأمس القريب لا نقاش بشأنها لكونها عرفا تتوارثه الأجيال، و مطلبا ضروريا في ظل غياب فرص الشغل للشباب وكذا انعدام موارد طبيعية تؤمن لهم الحياة الكريمة ؟؟
لا بد من التذكير قبل الخوض في الإجابة التقريبية للسؤالين المطروحين للنقاش أعلاه ، على أن التسمية التي اختارها المجازون الصحراويون بالإقليم " فوج 2012 " كانت من وجهة نظري المتواضعة غير منطقية بعض الشيء ، لأنه بكل بساطة لا وجود لفوج 2011 كونه قد حقق المكسب ، ولا وجود كذلك لفوج 2013 لأنه لم يحصل على شهادة الإجازة بعد في تاريخ بداية الاحتجاج السلمي ، وكأنهم يعلمون طول أمد المعركة وبالتالي يؤسسون لأفواج لاحقة تحمل أسماء فوج 2013 و 2014 ... الكل يناضل من وجهة نظره الخاصة وفق منطق الأقدمية في الساحة ، وبالتالي تمت القطيعة مع حماة المكاسب الشهيرة ، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سوء الاختيارات التي رافقت المعركة النضالية بالمدشر التي لم نقطف ثمارها بعد رغم طول الأمد التي عرفته .
بناء على الفائت ذكره نستنتج أن للمعركة النضالية ايجابيات وسلبيات ، ومن بين الحسنات التي تحسب لهذا الفوج أنه أقدم على تسطير مسيرات كبرى أرجعتنا إلى تسعينيات القرن الماضي ، التي كانت فيها أسا قلعة محصنة صامدة في وجه الظلم والطغيان الذي تمارسه السلطات المغربية في حق الصحراويين وفي ذاك الزمان اعتبرت من بين المناطق التي وجب الاعتناء بها رغم أنف الحاسدين الناقمين ، اليوم تغيرت المعادلة وظهرت سياسة الاحتواء والمثال القائل أن " كلب ينبح معك أفضل بكثير من آخر ينبح ضدك " .
إن معركة 1 و 2 مايو شاهدة على عصر جديد من الرفض المطلق لكافة التمييز بين الصحراويين من الدرجة الأولى وآخرون من الدرجة الثانية و ربما لا منتمون بحكم منطق الأطراف ، كما أن تنقيحهم للوائح المستفيدين كان ايجابيا بعض الشيء لكونه قطع الطريق أمام لوبيات الفساد بالإقليم ولو جزئيا وعليه وجب إعادة النظر في العملية بحس موضوعي يساير منطق الاستحقاق والشروط الضرورية توفرها في المستفيد إن سنحت الفرصة بذلك لهم مجددا.
ولعل ما جعلنا نقر بوجود سلبيات هو عدم تحقيق المطلب الرئيسي إلى حدود اللحظة ، وذلك راجع من وجهة نظرنا المتواضعة بطبيعة الحال، إلى قلة النقاط الكبرى المدرجة في الملف ألمطلبي الذي سجل أعلى سقفه الحصول على التعويض المشروع عن البطالة في منطقة تعرف أعلى نسب الركود الاقتصادي وشح الموارد الطبيعية الأساسية لخلق دينامية اقتصادية تنسي قساوة الحياة ولو بشيء يسير .
فكان من الضروري المطالبة بإحداث عمالة المحبس- اجديرية ، لتحقيق اسم جديد معنوي سياسي و اعتباري لقبائل ضحت بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الذات في جهة مختارة عن قصد وبحسن نية (المغرب )، كما كان من المفروض المطالبة الفورية بخلق مشاريع استثمارية كبرى بالإقليم على غرار ما تشهده باقي الأقاليم الأخرى قصد خلق مناصب شغل للمجازين والأطر العليا المعطلة وحتى البطالين الذين لا يتوفرون على شواهد دراسية .
اليوم وختام لما سبق ذكره لا نحن كساكنة المدشر و لا أبناؤنا المجازون فوج "2012" ، حققنا الغاية وهي الحفاظ على المكسب على الأقل ، بالرغم من استماتتهم بساحة 'الشهيد حمادي هباد' رحمة الله عليه لشهور عدة، في قسوة البرد وحر الصيف ، لكن الأهم هو الاستمرار في البحث عن حلول قد تكون كفيلة بإرجاع ما قد ضاع ...

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات