» » » » الأسى في أسا (1)

أسا بريس: عياد بلا
أسا مدينتي الغالية لولا قهر الطبيعة و جفاء البشر ما رحلت لأقضي أياما خارجها رجعت إليها و عبق أريجها يجذبني ... مسكينة هذه المدينة التي تعيش يتيمة مجروحة ، الصيف زاد من نزيف جراحها أينما وليت وجهك ترى مظاهر البؤس بادية على محيا أزقتها و دكاكينها و بيوت ساكنيها... 
إلا أنك ستصاب بالدهشة و الحيرة عندما تتابع معنا قصص هيتشكوكية واقعية أولها... حيث حكت لي امرأة قصة ولادة أختها في شهر أغسطس ، فعندما وصلها المخاض و عسر عليها أمر الولادة حملها ذويها إلى المستشفى الإقليمي بأسا في لحظة الألم توجهوا إلى المستعجلات فوجدوا المكان فارغ إلا من بعض الأثاث فبحثوا عن من يستقبلهم فبعد جهد ألفوا ممرضتين كانتا نائمتين تحت المكيف الهوائي ، و على مضض و من كرم الممرضتين نقلتا المرأة الحامل إلى سرير بغرفة بدون مكيف و لا مروحية ... وتستمر معاناة حبلى بالألم بعد محاولات الممرضتين اللتين لم تفلحا في إيصال المرأة إلى الخلاص و مرت الخمس ساعات طويلة على المرأة غير المحضوضة التي جانبها الحظ عندما وقعت في أيدي لا ترحم و ممرضتين تريدان راحة بالهما و لا تبغيان أحد يقض مضجعهما ... و كان أسهل الحلول لديهما إرسال المريضة إلى كلميم هنا تضاعفت معاناة العائلة و بدأت الاتصالات لحجز سرير بالمستشفى الإقليمي بكلميم غير أن الرفض جاء مدويا تحت مسوغ أن أهل أسا غير مرغوب فيهم و فكر ذوي العليلة في سبيل أخر حيث تم ربط الاتصال بقريب لهم بكلميم لكي يتوسط لهم لدى أحد الأطباء مقابل إتاوة -2000 درهم- مما حدا بهذا الأخير الإسراع في إعداد الغرفة ... أخذت سيارة الإسعاف طريقها إلى كلميم و اشتد المخاض بالمرأة ب"فج أمزلوك" ساهم فيه حركة السيارة و بدأ الجنين يظهر و الأم مغمى عليها و بعد مجهود الممرضة المرافقة و جدت رقبة الجنين محاطة بالحبل السري في لفتين و لسانه خارج بطريقة أرعبت أخت الحامل التي ظنت أن الوليد قد مات .. غير أن البلاء الحسن الذي أبلته الممرضة في غياب أدنى الوسائل الضرورية حيث قامت بتناوب الأكسجين بين الوليد و أمه كما جدت في إزالة إفرازات المولود المنبعثة من فمه ... يتبع

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات