» » » » -الأسى في أسا-3

أسا بريس : عياد بلا
الأسى في أسا (3)
عندما تصوب نظرك إلى أية شجرة في أسا و تسرق نظرة خاطفة تخاطبك أنها هي الأخرى مصابة بالأسى و الحزن و بذلك ينقلب دورها "تسر الناظرين" و خلق شعور الحبور للإنسان و حبور للطبيعة بتلطيف الجو ... لكن في أسا تتأسف الأشجار لحال الناس فيها و قد ضحكت شجرة الطلح عندما سمعت بتداول أخبار "مشروع نموذجي لتخليف الطلح " صرفت عليه ملايين الدراهم ، عندما تلوح عينك للآثار هذا المشروع الزائف تصطدم  بأخشاب خاوية الجذوع تربطها أسلاك حديدية ... و لا تستغرب و أنت تتصل بمديرية المياه و الغابات لتعلم أن الملايير خصصت لخلق مساحات خضراء غير أن الطبيعة تجعلها أثر بعد عين ... افتراء مغرض و أن الطبيعة بريئة براءة الذئب من دم يوسف ... فكيف نرى في مدن قريبة ك "كلميم" نجاح التشجير و أصبح يمتلك غطاء نباتي لا يستهان به اضافة الى التأهيل الذي شهدته هذه المدينة حتى أصبح أهل أسا محط "تنكيت" و ابداع المستملحات حيث أورد أحدهم أن " أهل أسا كانو جاين ف الكار و منين وصلو لكلميم كالو لمول الكار رانا بغينا كلميم ماشي أكادير و ألا مراكش هههه.."  صدمة الاستغراب ناتجة عما عهدناه من ممثلينا أما المجلس البلدي للجارة جعلنا نتحدث عن "الكورنيش" و المشاريع التي استهدفتها لتبدو في حلة جديدة جعلتنا نغبط ساكنتها بامتلاكهم مثل هذه المجالس الباحثة عن مصلحة البلدة في حين يغيب هذا الخلال عندنا و سنتحدث في عدد من الأسى في أس عن ثنائية التناقض عند ممثلينا "الجلاد و الضحية".
و لم تسلم المساحات الخضراء بعمالة الاقليم من لعنة الطبيعة و لعنة البشر و أصبحت الاشجار تيبس و النباتات تذبل أم أن الأمر ترك لغاية في نفس يعقوب .. حتى يتسنى لهم تخصيص ميزانية تفتح الباب لاستفادة من يعنيهم الأمر من الميزانية الاقليمية . و من مظاهر البؤس غياب مناطق خضراء بالأحياء و بالشوارع اليتيمة .. فالحديقة الوحيدة أمام مركز الدرك الملكي مازالت ابوابها محكمة الاغلاق .. هل ننتظر أن تنفخ الروح في تماثيل الغزلان و النعامة و الذئب و البعير و تصير أحياء ...؟
الواحة هي الأخرى تعاني بصمت رغم اللقاءات التي شهدتها الكتابة العامة و الكلام الفضفاض حول "تأهيل الواحة" رحم الله زمن لم نكن فيه نسمع مثل هذه المفاهيم و لكن كان الاباء و الأجداد يجدون و يكدون من أجل الاعتناء ب " النخلة" التي كان اسمها له دلالة عندهم و يوحي بالتبجيل و الاحترام لكونها تعطيهم التمر الحلو و يقتسمون ما جادت به الواحة في جو يملأه السعادة و الإخاء ... و لما أصبحنا نسمع هذه  الكلمات الدخيلة و المنمقة ماتت النخلة و مات معها الشعور بالفضيلة و الكرم و السخاء و الايثار... يتبع







كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات