» » » » » -الأسى في أسا -4

أسا بريس: عياد بلا


تحدثنا في الصفحة الثالثة عن أسى الشجر ، وسنتناول في المقبلة حزن الحجر مكتفين في هذه بكفاءة البشر... لا أخفيكم سرا من هول ما انتابني و أنا أتصفح لوائح الخريجين الجدد من مراكز التربية و التكوين لموسم 2013/2014 حيث شاهدت معدلات ضعيفة و هزيلة لأساتذة عُين بنيابة التعليم في مواد أساسية كالفرنسية و الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الفلسفة و التربية البدنية ... ولم أفهم حتى كتابة هذه السطور ما خلفية هذا السلوك الشنيع؟
صحيح أن أسا منطقة طاردة حيث أن بعض المؤسسات انتقل منها أكثر من 70 في المائة من طاقمها التربوي و استقبلت ما يلفظه مراكز التكوين لتصبح أسا مختبر تجارب بامتياز..و محطة عبور.
فلا غرابة أن تحتقر الدولة المغربية مدينة كأسا إذ أن بعض وزرائها و مسؤوليها لا يعرفون أين توجد في الخريطة و لا حتى في الواقع ؟ ماذا نأمل منها عندما أسندت مهمة تدبير الشأن العام لصيدلي مازال جاثما على نفوس العباد رغم الأصوات التي صدحت ناقمة على تسييره ...
ولا غرو أن يستعمل وزراء أسا كمثال يُستدل به في زمرة المناطق النائية و الصعبة و المنكوبة ... فهي منطقة تأديب تستقبل من لهم سوابق في الادارات المغربية ، فأسا تأدبه و يجدها مشجب يعلق عليه الآمال لتحقيق الثروة له و لذويه.. هكذا يكون تدبير القطاعات مشلولا لكون "النطيحة و ما أكل السبع " وصف قد ننعت به من يتقلدون المسؤولية و الرويبضات من سرقوا ثقل التمثيلية ...و في الماضي القريب كانت أسرة أوفقير قائد الانقلاب ضد الملك الحسن الثاني ضيفة على الساكنة تجتاز عقوبة  النفي في جزيرة معزولة أسمها أسا.
أكيد أن أسا في السبعينات شهدت انتشار الجثث في كل أرجائها و كان أهلها رحى حرب الصحراء غير أن عربون هذه التضحيات تمثلت في هزالة الخدمات و قلة الأطر المستقرة بها أو الاستفادة من خدمات ألأطباء الذين ألفوا العمل 72 ساعة مقابل الاستفادة من عطل طويلة الأمد ، بل أن هناك موظفين أشباح لا مردودية لهم داخل أسا يتقاضون أجورهم دون حسيب و لا رقيب و كمثال لا للحصر زوجة أحد المسؤولين بعمالة الاقليم  ..  بل لم يسلم أي قطاع من وجود الشبح .. و الأدهى من هذا و ذاك شبح التمثيلية الذي نعاني منه. 
إن محصلة ما تجنيه ساكنة أسا ينعكس من خلال عدد الأطر من أبنائها من أطباء و مهندسين و مناصب سامية  و ... فالسنوات المنصرمة نجد شحا و انعداما في الأطر  لغياب الكفاءة و لأسباب ذاتية و أخرى موضوعية لا يتسع المقام لذكرها ...  أنً الشجر بسبب البشر و أنً البشر بسبب البشر و في العدد المقبل ستسمعون إلى أنين الحجر... يتبع




كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات