» » » القصور السياسي أو البلوغ المدني (2/2 )

أسا بريس: هدا أصكام
←مدخل 1
يخيل لنا أن نقاش المشاركة السياسية اظحى ملحا بالضرورة التي تستلزم إيجاد مخرجات لأزمة تدبير إستشكل إستيعابها حتى ترسخت في الأذهان أن المسؤولية أو تدبير الشأن العام لصيق بفرصة لا تعوض لمراكمة أموال طائلة بين عشية و ظحاها دون حسيب ولا رقيب .
قبل الخوض في ذالك نقف قليلاً على مشارف المفاهيم فالقصد من المشاركة السياسية هي مشروع مجتمعي و لا يمكن بأي حال من الأحوال تقزيمها في ورقة إنتخابية و رمز حزبي و صندوق.... بل نرى على أنها مختلف الجهود المشتركة بين أفراد ومجتمع رسميين و غير رسميين لتعبئة الموارد لمواجهة الإحتياجات المجتمعية الضرورية وهي تصنف ثالثاً بعد المشاركة الإجتماعية والمشاركة الإقتصادية. الأولى تطوعية كالمساهمة بالأموال والوقت لأعمال خيرية وهذا يندرج ضمن خانة الفعل المدني . والأخرى في شقها الإيجابي هي مختلف الأنشطة الداعمة للإقتصاد المحلي كدفع الضرائب والرسوم ومراقبة مستوى الإنفاق والفائض.....
إلا أنه وبالعودة إلى المشاركة السياسية جزأها ذوي الإختصاص إلى مستويات ثلاث 
*مشاركة سلبية :هي العزوف بالمرة *مشاركة إيجابية :تتفق مع مبادئ الحرية والعدالة و....
*مشاركة متحيزة:هي التي تميل إلى نظام سياسي ما سائد في مجتمع ما أو تحيد عنه
←مدخل 2
تأسيسا على ما سبق لا يتوقف النقاش عند المشاركة أو العزوف السياسيين فقط ولكن ينتقل بنا إلى مترتباتهم و يضطرنا الأمر إلى إقتباس هذا النقاش من لحظته الراهنية والبحث عن سياق تاريخي معين ليقاس عليه. أملا في الوصول إلى تقريب الرؤى ومع ذالك كان أقرب سيناريو مماثل .وهو صراع الكنسيين مع العلماء والمفكرين بالقرن 17وما قبله بأروبا .فيما معناه أنه كان جدالا بين فريق مجد العقل وألهه وفك الأغلال التي ترهنه كحبيس لمعتقدات غيبية غير ملموسة ولا محسوسة وبين فريق من الرهبان والكرادلة والقساوسة والاحبار الذين رأوا أنهم كلمة الله في أرضه. يبيعون صكوك الغفران لطالبي التوبة ويأخذون عائدتها ويرسلون المارقين إلى المحارق الى محاكم التفتيش و المشانق لأنهم يشكلون خطرا على عقائد البشر... إذن هو صراع بين علم ودين وهذا الذي بين أيدينا صراع بين علم وعلم بين إستشراف للمستقبل وبين فقدان الثقة الفطري.
دون إستحضار أي إيحاءات لغوية أو أيديولوجية أو تدينية أو عقائدية أو مذهبية . لن يكون ذالك قذفا لأي أحد بالخروج عن جادة الصواب التي يراها هو كذالك 
إلا أن المغزى الذي يفترض التوصل إليه من هذه المقاربة هو التوجس من مخافة إستغراق نقاش الإنخراط السياسي من عدمه كامل الوقت الذي إستنفذته أوربا في صراع الكنيسة والعقل للتوصل في الأخير الى ضرورة العقل وقد أخذ منها الأمر جهداً جهيدا و إزهاق أرواح بشرية دون مبرر سوى أنهم ملاحدة قدسوا العقل أكثر من تقديسهم لفكر فيزيقي.
←مدخل 3
بالرجوع إلى الحمولة الدلالية لمفهوم البلوغ أو القصور فالقصد منها أن القصور السياسي نتيجة حتمية لقصور مدني. بالتالي عدم إستشعار المرء بضرورة عيش حالة المدنية وميكانيزمات المجتمع بكل جزئياتها طبيعي أن تنتج فعلاً أو بالأحرى ثقافة سياسية غير مؤطرة وغير ممأسسة. حيث بالعودة إلى كنف التاريخ و الذي نعتبره وعاءا ﻹستخلاص العبر نكتشف الإنسان والعائلة والقبيلة والمجتمع وتجمعات بشرية يوحدها ماهو بشري أكثر مما هو سياسي..... في حين لم تظهر هذه المعاني ذات الحمولة السياسية إلا من بعد ذالك مع الفلسفة اليونانية التي كانت إعلانا على ميلاد "سياسة" والدولة والديمقراطية والمؤسسة والتشريع و........
معذرة ربما إنزاح بنا الحديث كثيراً إلا أنه على مستوى ما نعيشه من تخبط في الآراء ومستوى فهمنا للمشاركة أو المقاطعة أو الإنتخابات أو تكوين نخبة تنتقل مما هو ثقافي إلى مستوى سياسي يضمن مساحة لصنع القرار هو ناتج عن رؤية غائمة وعن عدم وجود تراكم معرفي ميداني بالدرجة الأولى وناتج عن عدم إستقرار حتى على مستوى المواقف والثوابت 
هي إذن خلاصات ستضطرنا إلى تشخيص أمراض "القصور المدني" نحن في غنى عنها الآن لأنها تستوجب لوحدها نقاشا مطولاً لايتسع الوقت للخوض فيه والحديث أيضا عن "القصور السياسي" الذي يعاش الأن لن نصنفه حتما إلى مصاف الممارسة السياسية السليمة أكاديمية و علمية ومخلقة نظرت لها مدارس فلسفية عريقة وتبنتها نضريات علمية لها رصيد من المعقولية .بل هي العبث المنضم والممارسة الهاوية والغير مؤطرة أختصرت في ظاهرة إنتخابية وقاعدة أعيانية وفئة أخرى أخذت (بيرميسيون) بشكل دائم تستمع بمدى أهمية أن تكون في موقف ريادي سواء في دهر السلم أو في دهر الحرب .الله المعين
أختم بالقول أن المسافة بين القصور السياسي والمدني الكل يحصد خريفها أو ربيعها كل بحسب خياراته وأن المشاركة السياسية كلفت البعض ممن تبناها ثمنا غاليا والبعض الأخر يعيش على دفء طبيعة تصوره لهذه المشاركة وبطبيعة الحال العزوف هو نزوح وفرار الى الأمام مخافة وهم قد يتحول الى حقيقة لا محيد عنها عندئذ . التمس لنفسي عندكم أن تعذرونا على الإطالة
وطاب مقامكم

لقراءة الجزء الأول : هنا
لقراءة مقالات لنفس الكاتب : هنا

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك