أسا بريس :محمد فاضل سعيد
جرت
العادة في الدول الديمقراطية و حتى شبه الديمقراطية أن يتقدم للترشح في الانتخابات
كل من يرى نفسه مؤهلا لتمثيل سكان منطقته لدى السلطات المعنية بحيث يكون
صلة الوصل بين "الدولة" و المواطنين فيعمل على جلب المنافع لهاته الفئة الأخيرة و يدافع عن حقوقها كلما
تطلب الأمر ذلك.
غير أن واقع الحال في بلدتنا العزيزة يختلف تماما عما
حٌبَّر في السطور بل و حتى عما حُصَّل في الصدور ( صدور المواطنين طبعا ) فشغل
منتخبنا الشاغل هو كيفية تحسين مستواه المعيشي أولا و مستوى من يدور في فلكه من
أقارب ثانيا ، دون البحث في مدى شرعية الوسيلة المعتمدة لهذا "الرقي
الظاهري" و دون الاكتراث بمن يعود لهم الفضل في حصوله على صفة المنتخب.
و لعل السبب في التطرق لموضوع دور المنتخبين في هذا
الوقت هو المعركة البطولية التي يخوضها مجازو 2012 و انتظاراهم من المنتخبين
المحليين . فالكل كان يأمل أن يستيقظ ممثلو المنطقة من سباتهم العميق ليدافعوا عن أبنائهم بكل شراسة في مواجهة
"الدولة" بدءا من المسؤول الأول عن الإقليم و انتهاء بالمسؤول الأول عن
الحكومة . فالمنتخب هو ممثل للشعب لا للدولة ، و هذا ما لا يفهمه جل
منتخبينا الكرام ، أو هذا على الأقل ما نفهمه نحن ، إذ أن كثيرا منهم ربط و وثَّق
و عقد مصالحه بالدولة أكثر من الشعب من خلال جمعيات الأمهات و مقاولات الزوجات و
تعاونيات الأخوات... و إلا كيف نفسر كل هذا الخنوع للدولة و لمسؤوليها المحليين ؟
قد يقول قائل : و ماذا سيفعل هؤلاء المنتخبون لهذه
الدفعة المنحوسة من المجازين؟ ألم يرسلوا ممثلين عنهم إلى مركز القرار و عادوا
بالأصفار ؟
هنا أذكر هؤلاء المدافعين إن وجدوا بما فعله مستشارو جهة
الداخلة وادي الذهب :
ففي مستهل شهر مارس من سنة 2011 أقدم 70 منتخبا بمدينة
الداخلة على تقديم استقالة جماعية احتجاجا منهم على تشويه – فقط تشويه - والي
الجهة للحقائق المرتبطة بالأحداث الأليمة التي عرفتها المدينة آنذاك .
و بغض
النظر عن مدى جديتهم في تقديم هذه الاستقالة غير أنها دفعت أصحاب القرار في المركز
إلى النزول لمدينة الداخلة و الدخول في مفاوضات من أجل تهدئة النفوس . فلماذا لا
يحذو منتخبونا حذوهم و يكلفوا نفسهم عناء الجلوس رفقة أبنائهم و إخوانهم في ساحة
النضال حتى تحقيق المنال ، مادام المسؤولين المحليين و المركزيين قد صموا أذانهم
تجاه هاته المطالب المشروعة ؟ ألم يقم هؤلاء المنتخبون يالتهديد بتقديم استقالتهم
عندما أصبحت مصالحهم مهددة في اللوائح الانتخابية ؟ أم أن الأمر لا يتعلق سوى
بشرذمة من "بوزبال " التي سوف تمل و تعود لمنازلها خاوية الوفاض و لو
بعد حين ؟... يتبع