
السنوات الاخيرة فقدت الصحراء عامة و مدينة أسا خاصة شابين في مقتبل عمرهما الأول المرحوم هباد حمادي حين أصيب إحدى الليالي السوداء بطعنة غادرة بمدينة الرباط و الآخر رشيد الشين أثناء المواجهات التي عرفتها المنطقة على خلفية تفكيك مخيم تيزيمي الذي أقيم إثر نزاع قبلي على الأرض بين قبائل أيتوسى و قبيلة أيت براهيم.
كل من تابع التعاطي الاعلامي و الأمني مع الحادثتين و الحادثة الأخيرة بفاس لاحظ إزدواجية في تناول هده الأحداث المؤسفة فمن الناحية الأمنية مثلا في يومين فقط بعد حادثة ظهر المهراز ألقي القبض علي المشتبه فيه الثاني في حين لازل قاتل رشيد الشين مجهول لحد الساعة ، حر طليق و نتائج تشريح جثته في طي الكتمان . و في المقابل زُجَ بتاريخ ٢٢/٠٤/٢٠١١يوم واحد فقط بعد الحادث بسبب الأحداث التي شهدتها الرباط بستة من زملاء المرحوم هباد بالسجن هم ابراهيم شليح من مدينة أسا، سعيد عبيل من مدينة الزاك، لحبيب المنصوري من طانطان، احمد ايوب من الداخلة، محمد براك من طانطان، وسالم مسعد من گليميم بعد محاكمات ماراطونية دامت أكثر من ثمانية أشهر . ١٣ جلسة في الابتدائي و٨ جلسات فالاستئناف. قضوا محكومياتهم بين سجني سلا 1 و 2 إلى جوار معتقلي أحداث كديم إيزيك ( سنتناول قضيتهم في حلقة قادمة إن شاء الله)
الاعلام المغربي تسابق فيما بينه للنيل من سمعة المرحوم هبادي حمادي و وصفه بالسكير و البلطجي و غيرها من الأوصاف التي لا تليق انسانيا و لا أخلاقيا في حق انسان لم يوارى الترى بعد . نفس السيناريو تكرر مباشرة بعد قتل رشيد الشين حيث كرر هؤلاء الرواية الرسمية لوزير الداخلية أنداك محمد العنصر و رواية عمالة الإقليم حول وقوع هده الجريمة بعيدا عن الأحداث و هوية القتيل ليتضح يومها زيف هده الإدعاءات بالصور و الفيديوهات الموثقة لحادث الاغتيال و مشاركة المرحوم في المظاهرات التي عمت الاقليم أنداك .
الجمهور المغربي المتابع لهده الأحداث تنافس هو الآخر في الحكم على كل أحداث الصحراء و ما تشهده من احتجاجات سواء اجتماعية كانت أو سياسية سلبيا و وصفها بالبلطجة و الدصارة .. و غيرها من النعوت القدحية في هوية و أخلاق الصحراويين . لا نلومهم في دلك فالإعلام الرسمي و الغير رسمي و الحكومات المتعاقبة كرسوا جميعهم مجموعة من الأفكار و الأحكام المسبقة في حق الصحراويين بطرق مباشرة أو غير مباشرة و لعلي أستعين كمثال بسيط هنا بصورة و ملامح مذيع قناة العيون الجهوية أو كما استحسن مديرها تسميتها بقناة الرحيبة أثناء تلاوته لبيان حزب التقدم و الاشتراكية مؤخرا بعد إصابة أمينهم العام بحجر طائش ، حيث تلى البيان كأنه يتلوا بيان حرب على اسرائيل . و الأمثلة كثيرة ..