» » » » صرخة صحراوي : شهدائهم و قتلانا – الجزء الأول

بوركع عبدالرحمان _
بداية ندين بشدة اغتيال الطالب عبد الرحيم الحسناوي، ونطالب كالعادة بمعاقبة الجناة وعدم الإفلات من العقاب وندعو إلى وقف العنف الطلابي-الطلابي و الطلابي-البوليسي بل العنف والاقتتال في كل مكان، كما نقدم التعازي لعائلة الفقيد و لأعضاء المنظمة التي ينتمي إليها ولكن هذا لن يمنعنا من تسجيل عدد من الملاحظات في شأن تعاطي الإعلام المغربي الرسمي منه و ( المستقل) و التعاطي الشعبي و الحكومي المغربي مع أحداث أخرى مشابهة هنا و هناك، و نقصد هنا مقتل شابين يافعين من أبناء الصحراء و بالضبط مدينة أسا المغضوب عليها إعلاميا و حكوميا:
السنوات الاخيرة فقدت الصحراء عامة و مدينة أسا خاصة شابين في مقتبل عمرهما الأول المرحوم هباد حمادي حين أصيب إحدى الليالي السوداء بطعنة غادرة بمدينة الرباط و الآخر رشيد الشين أثناء المواجهات التي عرفتها المنطقة على خلفية تفكيك مخيم تيزيمي الذي أقيم إثر نزاع قبلي على الأرض بين قبائل أيتوسى و قبيلة أيت براهيم.
كل من تابع التعاطي الاعلامي و الأمني مع الحادثتين و الحادثة الأخيرة بفاس لاحظ إزدواجية في تناول هده الأحداث المؤسفة فمن الناحية الأمنية مثلا في يومين فقط بعد حادثة ظهر المهراز ألقي القبض علي المشتبه فيه الثاني في حين لازل قاتل رشيد الشين مجهول لحد الساعة ، حر طليق و نتائج تشريح جثته في طي الكتمان . و في المقابل  زُجَ بتاريخ ٢٢/٠٤/٢٠١١يوم واحد فقط بعد الحادث بسبب الأحداث التي شهدتها الرباط  بستة من زملاء المرحوم هباد بالسجن هم ابراهيم شليح من مدينة أسا، سعيد عبيل من مدينة الزاك، لحبيب المنصوري من طانطان، احمد ايوب من الداخلة، محمد براك من طانطان، وسالم مسعد من گليميم بعد محاكمات ماراطونية دامت أكثر من ثمانية أشهر . ١٣ جلسة في الابتدائي و٨ جلسات فالاستئناف. قضوا محكومياتهم بين سجني سلا 1 و 2 إلى جوار معتقلي أحداث كديم إيزيك ( سنتناول قضيتهم في حلقة قادمة إن شاء الله)
الأمر ذاته لرفاق المرحوم رشيد الدين وصل عددهم لحد الساعة لأكثر من سبع عشر شابا تتوالى الأحكام في حقهم تباعا.. رفاق المرحومين حمادي و رشيد و للغرابة توبعوا و لازال يتابع البعض منهم لحد اليوم بتهم جنائية جد ثقيلة تستوجب إن أثبت في حقهم ارتكابها السجن لأكثر من عشر سنوات حسب القانون الجنائي المغربي ، تهم من قبيل : اضرام النار عمدا، عرقلة السير، تخريب وتعييب منشئات عامة وخاصة، الضرب والجرج بواسطة السلاح الابيض، التجمهر لمسلح، العصيان.... لكن المحاكم الجنائية التي أصدرت أحكامها في حق هؤلاء لم تتجاوز محكومياتها مدد أقصاها الثلاثة سنوات لاعتبارات نجهلها .
الاعلام المغربي تسابق فيما بينه للنيل من سمعة المرحوم هبادي حمادي و وصفه بالسكير و البلطجي و غيرها من الأوصاف التي لا تليق انسانيا و لا أخلاقيا في حق انسان لم يوارى الترى بعد . نفس السيناريو تكرر مباشرة بعد قتل رشيد الشين حيث كرر هؤلاء الرواية الرسمية لوزير الداخلية أنداك محمد العنصر و رواية عمالة الإقليم حول وقوع هده الجريمة بعيدا عن الأحداث و هوية القتيل ليتضح يومها زيف هده الإدعاءات بالصور و الفيديوهات الموثقة لحادث الاغتيال و مشاركة المرحوم في المظاهرات التي عمت الاقليم أنداك .
الجمهور المغربي المتابع لهده الأحداث تنافس هو الآخر في الحكم على كل أحداث الصحراء و ما تشهده من احتجاجات سواء اجتماعية كانت أو سياسية سلبيا و وصفها بالبلطجة و الدصارة .. و غيرها من النعوت القدحية في هوية و أخلاق الصحراويين . لا نلومهم في دلك فالإعلام الرسمي و الغير رسمي و الحكومات المتعاقبة كرسوا جميعهم مجموعة من الأفكار و الأحكام المسبقة في حق الصحراويين بطرق مباشرة أو غير مباشرة و لعلي أستعين كمثال بسيط هنا بصورة و ملامح مذيع قناة العيون الجهوية أو كما استحسن مديرها تسميتها بقناة الرحيبة أثناء تلاوته لبيان حزب التقدم و الاشتراكية مؤخرا بعد إصابة أمينهم العام بحجر طائش ، حيث تلى البيان كأنه يتلوا بيان حرب على اسرائيل . و الأمثلة كثيرة ..
بغض النظر عن الصفة التي إدعى السيد رئيس الحكومة و وزرائه من رفاق الحزب الحاكم حضورهم بها لمراسيم دفن القتيل عبد الرحيم الحسناوي بفاس و مدى صحة تلقيه لتعليمات ملكية لمواجهة العنف الطلابي فإن زمكان الحدث يثير مجموعة من التساؤلات و الإستغراب .
_مدير موقع أسابريس
.....يتبع

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
حملة اعتقالات واسعة لنشطاء فصيل يساري بعد مقتل طالب إسلامي في جامعة فاس
»
Previous
اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بمقر عمالة اسا الزاك
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك