لطالما رفع الفاعل ونصب المفعول به ولطالما أجبرنا في المدرسة المختلطة إبان السبعينيات القرن الماضي على حفضها وتعرضنا لكل أشكال الضرب بالمسطرة وأنبوب البلاستيك (تيو) على الأيدي والأرجل (الفلقة) من طرف أناس أغلبيتهم جاءوا من تلك البقاع كإجراء تأديبي من الوزارة المكلفة ، ولانعدام الوعي كدنا نؤله المعلم بالمقولة الشائعة (من علمني حرفا صرت له عبدا ) ولم يتبادر إلى دهننا السؤال العريض لماذا عذبنا من أجل الحفظ ؟
عشنا الخوف ،الرعب والموت محيط بنا ونحن لم نتجاوز السنة السابعة رأينا الطائرات والمدرعات الحربية وأنواع الأسلحة المحمولة في الشوارع والأزقة، ننام ونستيقظ تحت القصف داخل بيوت صنعت من الطين والتراب بأسقف من جذوع أشجار النخيل تهزها الرياح ذوي المدفعية الثقيلة تسويها المياه مع الارض كلما جادت السماء بالمطر رغم نذرته،

وهم يتبخترون فوق دماء الأبرياء ومعاناة النساء ولكي نؤرخ لدلك الإحتيال والنصب أسا تقف في مواجهة الجيران الذين تكالبوا من كل صوب نتج عنه مخيم تيزيمي تقف منفردة بأبناءها ونساءها ورجالها متقاعدين (العسكر) لتتفاجئ بتدخل مدجج بالأسلحة عتى في الأرض فسادا خرجت المدينة بصدور عارية لتنفض الغبار عن حقها في الحياة وبعدما وقع ما وقع تدخل الطرف الأخر لإستغلال الموقف والتسويق له إعلاميا في المحافل الدولية لبيع دموع النساء وأنين الأطفال و أسا هي التي فقدت أحد أبنائها إلى الأبد بدم بارد دون محاسب وزج بأطفال لم يتجاوزا منتصف عقدهم الثالث في غيابات السجون لا لشيء إلا لكونهم يحبون الأرض ؟؟ والحقيقة أنهم ضحايا عملية نصب للفاعلين حيث رفع رصيد وسطاء مع هؤلاء ، إلى متى سنبقى مدجنين بحب الأرض وفاعلون يستفدون من غبائنا وجهلنا ؟
إلى متى نمتهن العسكري والمعلم وموظف البلدية ؟ أو أن تلك الوظائف من نصيبنا ؟
هل قدر لنا أن نخدم مصالح الأخرين ونرضى بالقشور ؟
هل سنبقى تحت الشعارات الواهية وأبناءنا تائهون في الجامعات التي لا تقدم ولا تؤخر ومصيرهم الانعاش الوطني أو السجون ؟
إلى متى نحترف التلاسن بيننا ؟
وأخيرا أملنا أن ينهض سيبويه من قبره لينصب الفاعل ويرفع المفعول به ؟ (والفاهم يفهم )
السجين محمد تامك من وراء القضبان