» » إلى متى ... ؟ !

لطالما رفع الفاعل ونصب المفعول به ولطالما أجبرنا في المدرسة المختلطة إبان السبعينيات القرن الماضي على حفضها وتعرضنا لكل أشكال الضرب بالمسطرة وأنبوب البلاستيك (تيو) على الأيدي والأرجل (الفلقة) من طرف أناس أغلبيتهم جاءوا من تلك البقاع كإجراء تأديبي من الوزارة المكلفة ، ولانعدام الوعي كدنا نؤله المعلم بالمقولة الشائعة (من علمني حرفا صرت له عبدا ) ولم يتبادر إلى دهننا السؤال العريض لماذا عذبنا من أجل الحفظ ؟ 
عشنا الخوف ،الرعب والموت محيط بنا ونحن لم نتجاوز السنة السابعة رأينا الطائرات والمدرعات الحربية وأنواع الأسلحة المحمولة في الشوارع والأزقة، ننام ونستيقظ تحت القصف داخل بيوت صنعت من الطين والتراب بأسقف من جذوع أشجار النخيل تهزها الرياح ذوي المدفعية الثقيلة تسويها المياه مع الارض كلما جادت السماء بالمطر رغم نذرته، 
موت النساء والأطفال رواية إعتدنا سماعها كل يوم ، ونحن صغار كانت الألعاب لدينا بقايا شظايا الرصاص ، والحنونة مغلوب على أمرها سقتنا الحب والعزيمة الأب ليله كنهاره دافع عن الأرض وحلمه فينا كبير حتى نتعلم و نحقق أمنيته التي إفتقدها ، رسخوا في عقولنا أن المخزن هو الأقوى حتى سيطر على أحلامنا وكلما أمرنا المعلم في بداية السنة أن نكشف عن أمنياتنا كنا نتسابق لنكتب (عسكري أو معلم ) هذا للأسف ما فهمنا لقد دجنا ، إنتقلنا إلى المدينة مرغمين بحثا عن المجهول وعقولنا أصبحت مجرد أوعية تم حشوها ، لم نبالي وأحلامنا لا حدود لها رغم ضعف حمولتنا الفكرية رغم الوسط الذي سيطرت عليه الأمية رغم أننا ابناء مجتمع العادات والتقاليد ليس هذا طعنا في مجتمعنا فقد كان محافظا ولكل مكانته والمرأة المجتمع بكامله لها مكانتها الخاصة و لا تنعت بأي نعوت غير لائقة بها ، السنوات تمر ونحن نكبر مع أفكارنا الرديئة لإننا تصورنا الحياة الغني يولد غني والفقير أجد لخدمته والسهر على راحته ، تسلقنا أقسام التحصيل للإستيعاب أكثر والمقررات كانت فقط للحشو والضغينة وفي غفلة منا أدخلنا دوامة جديدة أسموها الصراع من أجل أرض الأجداد ، أبحرنا بلا مجاديف لإننا منذ الطفولة عشنا على المفاهيم المزيفة ولم نتحصن لأي فكر قد يجرفنا إلى غير عودة أبحرنا عكس التيار ونحن فريحين لازلنا شباب والطريق في بدايته ، تغيرت أحلامنا حتى إنتقدنا كل من يقف أمامنا ولما اعترضتنا الصخور إستيقضنا من سبات الشباب وإلتفتنا إلى الوراء لنجد خيال أناس كانوا بالأمس الرفاق ووجدنا أمامنا السراب وتأكدنا أن البقاء للمخادع المتقلد والإسترزاقي وأن الحياة مصلحة كما عرفتها المكيافيلية لم نندب حضنا أو نحن نادمين على واقع ساهمنا في تكريسه نحن كنا كالعصاة التي تحرك بها الأعواد المشتعلة وحالنا بدأت النار تلتهمها يرمى بها في قاع الحفرة المشتعلة وإنتهاء تاريخ صلاحيتها إننا المفعول به نصب علينا كنا ضحية إحتيال أما الفاعل رفع درجات ودرجات والفاعلون لا حصر لهم وهناك من يبيع الوهم تحت يافطة أرض الأجداد وهو جالس على كرسي في دولة غربية يمول ويخطط مع الوسطاء مستغلين ظروفنا الإجتماعية (الأطفال والبنات قد يصلون إلى عشر ) يعيشون على معاش متقاعد في الجيش 
وهم يتبخترون فوق دماء الأبرياء ومعاناة النساء ولكي نؤرخ لدلك الإحتيال والنصب أسا تقف في مواجهة الجيران الذين تكالبوا من كل صوب نتج عنه مخيم تيزيمي تقف منفردة بأبناءها ونساءها ورجالها متقاعدين (العسكر) لتتفاجئ بتدخل مدجج بالأسلحة عتى في الأرض فسادا خرجت المدينة بصدور عارية لتنفض الغبار عن حقها في الحياة وبعدما وقع ما وقع تدخل الطرف الأخر لإستغلال الموقف والتسويق له إعلاميا في المحافل الدولية لبيع دموع النساء وأنين الأطفال و أسا هي التي فقدت أحد أبنائها إلى الأبد بدم بارد دون محاسب وزج بأطفال لم يتجاوزا منتصف عقدهم الثالث في غيابات السجون لا لشيء إلا لكونهم يحبون الأرض ؟؟ والحقيقة أنهم ضحايا عملية نصب للفاعلين حيث رفع رصيد وسطاء مع هؤلاء ، إلى متى سنبقى مدجنين بحب الأرض وفاعلون يستفدون من غبائنا وجهلنا ؟
إلى متى نمتهن العسكري والمعلم وموظف البلدية ؟ أو أن تلك الوظائف من نصيبنا ؟
هل قدر لنا أن نخدم مصالح الأخرين ونرضى بالقشور ؟
هل سنبقى تحت الشعارات الواهية وأبناءنا تائهون في الجامعات التي لا تقدم ولا تؤخر ومصيرهم الانعاش الوطني أو السجون ؟ 
إلى متى نحترف التلاسن بيننا ؟
وأخيرا أملنا أن ينهض سيبويه من قبره لينصب الفاعل ويرفع المفعول به ؟ (والفاهم يفهم ) 
السجين محمد تامك من وراء القضبان

كاتب المقال Unknown

حول كاتب المقال : قريبا
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

دع تعليقك