أسا :عبدالرحمان بوركع
بعد الضجة الإعلامية التي أثارها خبر
تدمير لنقوش صخرية بجماعة أربعاء تيغدوين
بجبال الأطلس الكبير من طرف سلفيين متشددين
و التي هبت مختلف أجهزة الدولة لنفي الخبر
بل و انتقل السيد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم
الحكومة مصطفى الخلفي لعين المكان مرفوقا بمجموعة من الصحفيين و مراسلي
الوكالات العالمية , وقال الخلفي خلال زيارة ميدانية لموقع هذه المنحوتات إن
قصاصات الاخبار التي نشرتها وسائل إعلام أجنبية حول تعرض منحوتات صخرية تعود الى
حقبة ما قبل التاريخ بهذه المنطقة إلى التدمير على يد سلفيين "مجرد ادعاءات
كاذبة وعارية من الصحة".
وكانت أنباء قد انتشرت أخيرا في
منابر إعلامية وطنية ودولية تفيد "تدمير" سلفيين مغاربة لنقوش صخرية في
الأطلس الكبير، بدعوى أن هذه المآثر التاريخية القديمة ترمز إلى "الأوثان
التي ينبغي التخلص منها لكونها تناقض عقيدة التوحيد".
بعد كل هذه الضجة نتسائل نحن أبناء آسا الزاك عن سبب
تجاهل الحكومة المغربية بمختلف قطاعاتها
وجود نقوش صخرية توازي بل و أحيانا تفوق تلك الموجودة في الأطلس عمرا أو إتقانا ,
هل ننتظر سلفيين لتدميرها حتى تعطى الأهمية التي تستحقها أم أنها تبقى مجرد خربشات
لإنسان ما قبل التاريخ ؟ متى ستقوم الجهات المختصة برسم طوبوغرافي لأماكن تواجد
هذه الكنوز التي لا يعي بأهميتها سوى السياح و العقلاء من أبنائنا ؟ متى سيحدد
عمرها و حقبها التاريخية ؟ متى ؟؟
السنة
الفارطة قمنا رفقة طالب باحث في تاريخ هذه الصخور من أبناء الإقليم بجولة على الأقدام في نواحي أسا فقط و تفاجئت شخصيا
بالعدد الهائل لهذه الصخور و التي تعرض أغلبها للإهمال و التشويه و أحيانا السرقة كما صرح لي هذا الباحث , قمت
بتوثيق العشرات منها , فقط بجهة واحدة من المدينة و التي يعلم مكانها هذا الباحث
فكم سيكون العدد يا ترى بباقي الجهات .؟
شعور
لا يوصف حين تقف على آثار إنسان ما قبل التاريخ . مشاعر بالضعف و الوهن و عظمة
الخالق عز وجل, و تدرك ساعتها أننا مجرد عابري سبيل ... رسوم للغزلان . رسوم للفيلة أحيانا و رموز غير
مفهومة أحيانا أخرى كلها تعود
لحقب مختلفة تحددها طبيعة الرسوم و موضوعها فمثلا أقدمها على شكل رموز غير مفهومة و أحدثها الرسم الدي نمر قربه مرارا و لا ننتبه
له و هو المتواجد على طريق الزاوية يعود
للحقبة الليبية _البربرية حسب الباحث الدي رافقنا في هذه الجولة .
بمناسبة
الحديث عن هذه الكنوز ننوه صراحة بالمجهودات التي قامت و تقوم بها جمعية الباحثين
لتثمينها و التعريف بها كما نناشد السلطات الوصية و الغيورين على هذا الإقليم بالالتفاتة
لهذه الكنوز و إيلائها الأهمية التي تستحقها و كونوا متأكدين أنها ستساهم لا محالة
في إغناء المنطقة على المستوى السياحي خصوصا و هو المجال الدي أصبحنا نراهن عليه ,
لكن للأسف في غياب رؤية استراتيجية فعالة و في ضل تهاون و أحيانا جهل أغلب أعضاء
مجالسنا يبقى شبابنا و التنظيمات التي يشرف على تسييرها أملنا الوحيد .
صور أخرى: أجمل النقوش الصخرية بآسا
موضوع ذو صلة : آسا:غنى وتنوع التراث الثقافي والطبيعي