أسا بريس : بوجمعة بيناهو
إن الأحداث التي عاشتها مدينة أسا ،و من خلالها تفاعلات قبائل
أيتوسى اينما تواجدوا لا يمكن إخراجها عن السياق السياسي التي تعرفه منطقة الصحراء
بشكل عام و التي أصبحت تشكل فيه الخيمة بعبعا يقض مضجع المسؤولين المغاربة ،فبعد
تفكيك" مخيم إكديم إيزيك" بتلك الطريقة البشعة أصبح الإنسان الصحراوي
ممنوعا من بناء الخيمة حتى في لحظات الإستجمام ،و لو في لحظات التخييم الصيفي سواء
في فم الواد شاطيء العيون أو في شاطئ الطنطان "الوطية".إنها مقاربة أمنية
مفضوحة تتوخى إقبار الهوية الصحراوية .ومع مطلع شهر شتنبر ستطل علينا الدولة و
لوبياتها الفاسدة بمخطط ظاهره نزاع حول المجال ببن قبائل لطالما ربط بينها
التاريخ، وأواصر التعايش السلمي، و حسن الجوار ،و المصاهرة .إن الأمر ببساطة أكبر
من مجرد نزاع مجالي أو صراع قبلي .و لمن يتابع الشأن الصحراوي سيكتشف أنه منذ سنة
1991 تاريخ وقف إطلاق النار ستبرز قيادة شبابية و توجه جديد لشباب أيتوسى و ستتمكن
هاته النخب الجديدة من لعب دورها على المستوى الحقوقي أولا بالموازاة مع ذلك سيطرة
طلبة المكون في مختلف المواقع الجامعية ، سواء على مستوى التحصيل العلمي أو النضال
السياسي، ليتعزز هذا المشهد بتخرج نسبة عالية من الأطر وحملة الشواهد العليا
المنتمية لقبائل أيتوسى .أمام هاته المعطيات سيبرز حراك قبائل أيتوسى و ذلك على
شكل تنسيقيات لعبت فيه الأطر العليا الدور المحوري وذلك في مذكرتها الشهيرة والتي
طالبت من خلالها بإحداث عمالة" المحبس إجديرية أكواديم". بإلإضافة إلى
هاته المعطيات تشكل قبائل أيتوسى خزان بشري هائل ، و بالتالي خزان إنتخابي قادر
على قلب المعادلات في مختلف مداشر الصحراء .أمام هاته الوقائع هناك من لم يهنأ له
بال سواء على مستوى أجهزة الدولة المغربية و أعيان ولوبيات الصحراء وبعض العمال
والولاة المنتمين إلى الصحراء، و كبار الأعيان و منتخبي الصحراء .هذا التوجس لم
تسلم منه حتى قيادة الجبهة .وبالتالي كان لابد من التفكير من تقزيم هذا المكون
والتي توالت عليه الضربات من كل جانب .ليبدأ الرد أولا بإبعاد ونفي و تهجير أطر
المنطقة ليس من منطقة الصحراء فقط ولكن حتى من الحواضر المغربية . ثم بعد ذلك يد
الغدر ستصل المجازون الصحراويون فوج 2012 و حرمانهم من التعويض عن البطالة و
المتمثل في بطائق الإنعاش لثنيهم عن متابعة الدراسة .و بعد ذلك التخطيط بشكل جهنمي
لقوقعة المكون في صراع حول الأرض بغية توجيه القبيلة إلى نزاعات أفقية المبتغى
منها كسرها إجتماعيا و قتلها سياسيا في أفق التحضير لأي حل يهم قضية الصحراء في
المستقبل .أمام هذا الواقع كان رد أبناء أيتوسى و أينما تواجدوا قويا للدفاع عن
المجال أولا ، وعن التاريخ و عن المستقبل .فحظيت بتضامن العديد من أبناء الصحراء
ومن مختلف القبائل، و الجاليات والهيئات السياسي.زد على ذلك التناول الإعلامي
الكبير للأحداث من مختلف وسائل الإعلام المرئية، و المسموعة ،و المكتوبة ،و
الإلكترونية .سنغتنمها فرصة لشكر كافة أبناء القبيلة و بأطرها و بإعلامييها ، و
أقصد "أسا بريس" و " الخيمة بريس " و "منبر
البيرات" و " أخبار الزاك " و الائحة تطول .إنها إذن فرصة لإعادة
البناء و التنظيم، و تجاوز أزمة القيادة التي لا زلنا نئن تحت وطئتها .لا يسعنا
إلا أن نطمئن على مستقبل المدشر و من خلاله على مستقبل كافة أبناء أيتوسى و
بالتالي على المجتمع الصحراوي .فمزيدا من الوحدة والنضال لكافة الشرائح نساءا
،شيبا،شبابا ، متقاعدون ،معطلون ،طلبة ،تلاميذ ،مجازون ،أطر عليا ،فاعلون سياسيون
،منتخبون ،فالتاريخ سيشهد يوما ما وله من يحكيه .وفي الأخير لابد أن نشير على ان
القبيلة بإعتبارها تنظيم إجتماعي، له إيحابياته مثل التضامن و التكافل الإجتماعي
سيبقى دوما محدد من محددات المجتمع الصحراوي. و الفرق بينه وبين
"القبلية" هاته الأخيرة هي ما نرفض لأنها تعني الشوفينية ،والعنصرية
ونؤكد للجميع على أننا مجتمع منفتح، و يعطي قيمة للتواصل ويحترم الأخرين. وهاته
المعطيات ليست بدافع عنصري بقدر ماهي حقائق يعرفها العدو قبل الصديق ،كان لا بد من
التذكير بها.ويمكن أن نضيف على أننا نهوى السلم لكن لا نستطيع أن نتنازل عن
الكرامة. وستبقى الخيمة و الإنتماء للمجال أسمى تجلياتها.